قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 23 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على منزلين في وسط لبنان تعيش فيهما عائلات نازحة.
وقُتل 15 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، في جون، كما قُتل ثمانية آخرون بالقرب من بعلشماي. وتقع القريتان في منطقة جبل لبنان وخارج المناطق التي تتمتع فيها جماعة حزب الله المسلحة بوجود قوي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يبحث في الضربات التي جاءت بعد أن ضرب ما قال إنها عدد من أهداف حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الوقت نفسه، قتل شخصان بنيران صواريخ حزب الله في بلدة نهاريا شمال إسرائيل.
وجاء ذلك بعد يوم من استبعاد وزير الدفاع الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع حزب الله حتى تحقيق أهدافه الحربية.
وشن الجيش الإسرائيلي هجوما ضد حزب الله – الذي تصنفه كمنظمة إرهابية – بعد ما يقرب من عام من القتال عبر الحدود بسبب الحرب في غزة.
تقول إسرائيل إنها تريد ضمان العودة الآمنة لعشرات الآلاف من سكان المناطق الحدودية شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب الهجمات الصاروخية، التي أطلقها حزب الله لدعم الفلسطينيين في اليوم التالي للهجوم المميت الذي شنته حليفته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وقتل أكثر من 3200 شخص في لبنان منذ ذلك الحين، من بينهم 2600 في الأسابيع السبعة منذ أن شنت إسرائيل حملة جوية مكثفة أعقبها غزو بري في الجنوب، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية. ونزح 1.2 مليون شخص آخر.
ونفذ الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، ما لا يقل عن 10 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعروفة بالضاحية، بعد إصدار أوامر إخلاء لـ 11 موقعا.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن عدة مبان سويت بالأرض، بما في ذلك مركز طبي في منطقة بئر العبد، لكن لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا لحزب الله، بما في ذلك مراكز القيادة ومواقع إنتاج الأسلحة.
وفي المساء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “فكك غالبية منشآت تخزين الأسلحة وتصنيع الصواريخ التابعة لحزب الله” والتي كانت “مخبأة بشكل منهجي تحت المباني المدنية” في الضاحية.
وقد فر معظم سكان الضاحية – إحدى المناطق التي يتمتع فيها حزب الله بوجود كبير، إلى جانب جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي – لأن أحياءهم تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ سبتمبر/أيلول.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الثلاثاء، إن 15 شخصا قتلوا، بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال، في غارة إسرائيلية على منزل في جون بجبال الشوف بالقرب من مدينة صيدا الساحلية الجنوبية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة أن عائلات نازحة كانت تقيم هناك.
وقال سكان ومسؤول أمني إن منزلاً آخر لجأت إليه عائلات نازحة تعرض للقصف في بلشماي، على بعد 30 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة خمسة.
وقال وائل مرتضى لوكالة أسوشيتد برس: أن المنزل كان ملكاً لعمه وأن من بداخله فروا من الضاحية منذ حوالي 40 يوماً. وأضاف أن من بين القتلى ثلاثة أطفال على الأقل.
ولم تكن أهداف الضربتين واضحة.
وفي أماكن أخرى في لبنان، قُتل خمسة أشخاص في غارة جوية على قرية التفاحة الجنوبية، بحسب وزارة الصحة.
وفي بلدة عين يعقوب الشمالية، قالت وكالة الدفاع المدني اللبنانية إن أول المستجيبين انتشلوا جثث 16 شخصا، بينهم أربعة لاجئين سوريين، من تحت أنقاض مبنى سكني دمرته غارة جوية مساء الاثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته استهدفت “مبنى عسكريا بداخله إرهابي”.
وأضافت أن الجنود الإسرائيليين يواصلون العمليات البرية في جنوب لبنان لتفكيك البنية التحتية لحزب الله، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ.
أطلق حزب الله حوالي 55 قذيفة من لبنان على إسرائيل يوم الثلاثاء، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأصاب صاروخ مخزنا في نهاريا، مما أدى إلى مقتل رجلين إسرائيليين في الخمسينيات من عمرهما.
وقال المسعف دور فاكينين لوكالة فرانس برس: “كان هناك الكثير من الدمار ونيران مشتعلة”.
“أجرينا فحوصات طبية لرجلين كانا فاقدين للوعي.. وللأسف كانت إصاباتهما خطيرة للغاية وبعد الفحوصات تأكدنا من وفاة كليهما”.
وقال حزب الله إن مقاتليه أطلقوا وابلاً من الصواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال بلدة عكا، وإنهم استهدفوا أيضاً قوات متمركزة في عدة مجتمعات حدودية إسرائيلية.
كما قصفت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله ملعب روضة أطفال في إحدى ضواحي مدينة حيفا الإسرائيلية، لكن لم يصب أحد.
يوم الاثنين، كتب وزير الدفاع الجديد إسرائيل كاتس على موقع X أنه أبلغ منتدى للجنرالات الإسرائيليين أنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار” حتى لا يتمكن حزب الله من تنفيذ مثل هذه الهجمات.
سنواصل ضرب حزب الله بكل قوة حتى تتحقق أهداف الحرب. وأضاف أن إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حق إسرائيل في فرض ومنع الإرهاب بمفردها.
وقال كاتس إن الأهداف هي “نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني” الذي يمتد على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال الحدود مع إسرائيل، فضلا عن “إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية جدعون سار إن هناك “تقدما معينا” بعد أن سأله الصحفيون في القدس عن وقف محتمل لإطلاق النار.
وقال محمد عفيف المتحدث باسم حزب الله في مؤتمر صحفي في بيروت: “نسمع كلاما كثيرا لكن حتى الآن وبحسب معلوماتي لم يصل إلى لبنان أو إلينا أي شيء رسمي في هذا الشأن”.
ودعت الحكومة اللبنانية إلى وقف إطلاق النار على أساس التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
ودعا القرار إلى أن تكون الأراضي اللبنانية جنوب الليطاني خالية من أي مسلحين أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ولطالما اشتكت إسرائيل من أن القرار فشل في منع حزب الله من بناء وجود عسكري هائل في الجنوب وإطلاق الصواريخ عبر الحدود.
اكتشاف المزيد من سهم نيم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.