
قال مسؤولون إن غارة جوية إسرائيلية على مركز للاستجابة للطوارئ في شمال شرق لبنان يوم الخميس أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 من عمال الإنقاذ، في واحدة من أكثر الهجمات دموية من نوعها التي شارك فيها مستجيبون للطوارئ اللبنانيون في الحرب.
وأدى الهجوم الذي وقع في دوريس بالقرب من مدينة بعلبك إلى تدمير مبنى تابع لوكالة الدفاع المدني المرتبطة بالحكومة اللبنانية وغير المرتبطة بجماعة حزب الله المدعومة من إيران. وقال والي المدينة بشير خضر إن من بين الضحايا مدير الدفاع المدني بالمدينة بلال رعد.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الهجوم الذي وصفته وزارة الصحة اللبنانية بأنه “همجي”.
ينفذ الدفاع المدني اللبناني خدمات الطوارئ بما في ذلك أعمال البحث والإنقاذ والاستجابة لمكافحة الحرائق.
وفي منطقة النبطية الجنوبية، دمرت غارة جوية إسرائيلية أخرى يوم الخميس مركز الدفاع المدني في بلدة عرب سليم، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم خمسة مسعفين، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، قُتل ما لا يقل عن 192 من العاملين في مجال الطوارئ والصحة في غارات جوية إسرائيلية في جميع أنحاء البلاد منذ تصاعد الصراع مع حزب الله في سبتمبر.
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل حملتها الجوية في جميع أنحاء لبنان في الأيام الأخيرة، بما في ذلك الضواحي الجنوبية لبيروت، حيث يتمركز حزب الله في العاصمة. وتعرضت المنطقة لضربات جوية لليوم الرابع على التوالي يوم الجمعة بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، الذي يقول إنه يستهدف البنية التحتية المرتبطة بالجماعة.
ويأتي ذلك وسط تجدد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، حيث قدم المسؤولون الأمريكيون أول اقتراح رسمي للصفقة إلى السلطات اللبنانية.

وتقول الحكومة اللبنانية إن أي اتفاق يجب أن يستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل. ويتضمن القرار إزالة مقاتلي الجماعة وأسلحتها في المناطق الواقعة بين الخط الأزرق – الحدود غير الرسمية بين لبنان وإسرائيل – ونهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا (20 ميلا) من الحدود مع إسرائيل.
ومن المرجح أن يتضمن الاتفاق المحتمل نشر قوات إضافية من الجيش اللبناني في المنطقة وآلية لمراقبة تنفيذه، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.
لكن إسرائيل تريد الحق في التصرف داخل لبنان إذا كان هناك أي انتهاك للاتفاق. ولا توجد دلائل على أن حزب الله، أو الحكومة اللبنانية، على استعداد لقبول مثل هذا الطلب.
وقد تم إضعاف حزب الله بشدة بعد شهرين من الضربات الجوية المكثفة التي دمرت أجزاء كبيرة من بنيته التحتية وقتلت العديد من قادته. ولكن بعد الصدمة الأولية، يبدو أن المجموعة أعادت تنظيم صفوفها، وفقا للمحللين، وتواصل تنفيذ هجمات يومية على شمال إسرائيل، ولكن ليس بنفس الشدة.
وفي حديثه في بيروت خلال زيارة علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إن أولوية الحكومة اللبنانية هي التوصل إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 “بكامله، دون أي تعديلات أو تفسيرات تختلف عن القرار 1701”. مضمون القرار وأحكامه”. وأضاف أن المفاوضات لمحاولة التوصل إلى “تفاهم” مستمرة.